النمذجة الخرائطية لتغير مساحة البحيرات في العراق "بحيرة الثرثار وبحيرة سد الموصل انموذجاً"

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى النمذجة الخرائطية لتغير مساحة البحيرات في العراق، باتخاذ كل من بحيرة الثرثار وبحيرة سد الموصل أنموذجاً، من خلال تتبع وتحليل التغيرات المكانية والزمانية في المساحة المائية لتلك البحيرات للمدة من عام 1985 وحتى عام 2025، وذلك بالاعتماد على بيانات الأقمار الصناعية Landsat باستخدام المتحسسات MSS وTM وETM+ وOLI التي تتميز بدقة مكانية وزمنية مناسبة لرصد التغيرات البيئية على المدى الطويل. كما تهدف الدراسة إلى بناء نموذج تنبؤي يعتمد على تقنيات سلاسل ماركوف (Markov Chain) والخوارزميات الخلوية (Cellular Automata) ضمن بيئة برنامج TerrSet، من أجل محاكاة الاتجاهات المستقبلية لتغير مساحة البحيرات حتى عامي 2030 و2040. أظهرت نتائج النمذجة أن بحيرتي سد الموصل والثرثار تعرضتا لتذبذب وانحسار واضح في مساحتهما المائية، وذلك نتيجة لتغيرات مناخية وتأثيرات في إدارة الموارد المائية، إلى جانب عوامل بشرية وجيومورفولوجية متعددة. ففي عام 1985، كانت مساحة بحيرة سد الموصل عند أدنى مستوياتها بسبب تعبئة السد الجديد، لكنها شهدت زيادة تدريجية حتى عام 1995 نتيجة امتلاء الخزان واستقرار التصاريف. بعد ذلك، طرأت تراجعات وتقلبات على المساحة المائية بفعل التغيرات المناخية وارتفاع الطلب على المياه. وتشير التوقعات لعام 2025 إلى تراجع حاد في المساحة المائية، ناجم عن انخفاض واردات نهر دجلة وضغوط مائية متزايدة، مما يبرز الحاجة إلى اعتماد إدارة مائية تكيفية للحفاظ على البحيرة. كما أظهرت التنبؤات للعامين 2030 و2040 استمرار انخفاض المساحات المائية إذا استمرت الظروف الحالية دون تدخل فعال. وفي ضوء ذلك، توصي الدراسة بضرورة دمج نتائج النمذجة في خطط إدارة الموارد المائية، إلى جانب تحديث البيانات بشكل دوري لرصد تأثيرات التغير المناخي والسياسات المائية على البحيرات في العراق.