أثرُ الجوار في الإعراب وغيره: دراسة نحويّة تحليليّة في ضوء شواهد اللّغة العربيّة

محتوى المقالة الرئيسي

غسان محمّد حسين حمد

الملخص

يتناول هذا البحث أثر الجوار في الإعراب، حيث تتبع الكلمةُ الكلمةَ في إعرابها بسبب المجاورة. ويهدف إلى دراسة ظاهرة "الجوار" اللغويّة وتحليل أثرها في مستويَي الإعراب والصرف، مَعَ بيان مدى تغلغل هذه الظاهرة في مختلف أبواب النحو والصرف، وتقديم أمثلة تطبيقيّة توضح حالاتِها وأنواعَها. وتتمحور الإشكاليّة حول كيفيّة تأثير مجاورة اللفظ، أو الموقع الإعرابيّ لآخر في تغيير صورته النحويّة (حركة إعرابيّة، حرف جرّ زائد)، أو الصرفيّة (إبدال، حذف، زيادة)، وهل يُعَدّ الجوار عِلّة، أو أثرًا لعلّة أخرى؟


 أمّا المنهج المُعتمد، فهو التحليليّ الوصفيّ، حيث قام بوصف الظواهر اللغويّة التي تُعزى إلى الجوار في كُتب النحو والتفسير والقراءات، وتحليلها لبيان الأثر الحقيقيّ لهذه المجاورة. ومن نتائج البحث أنّ الجوار في الإعراب (التبعيّة على المحلّ) يُعَدّ من أبرز مستويات المجاورة، خاصّةً في حالات الجرّ بالتوهّم، أو الجرّ بالمجاورة، وهذه التبعيّة ليست قاعدة قياسيّة، بل سُماعيّة، وظاهرة لغويّة مرتبطة بالسياق والقراءة؛ كما يتجلّى أثر الجوار في الصرف بقوّة في الإعلال والإبدال الصوتيّ، فيكون الأثر صوتيًّا تسهيليًّا بهدف التخفيف اللفظيّ، إذ تمثّل القراءات الشاذّة مجالًا خصبًا لدراسة الجوار، حيث تُعَدّ بعض الحركات أو الحروف نتيجة لتوهّم المجاورة، أو المَيل إلى ما جاور اللفظ. كما يميّز هذا البحث بين الجوار المباشر الذي يؤثّر فيه اللفظ مباشرة على ما يليه، والجوار غير المباشر الذي يكون فيه الأثر ناتجًا عن المجاورة للمحلّ الإعرابيّ وليس اللفظ نفسه.


ويوصي هذا البحث بضرورة التفريق الواضح بين حالات الجوار السماعيّ الذي لا يُقاس عليه، وبين التسهيلات الصوتيّة الصرفيّة التي تكون أثرًا للجوار، لكنّها خاضعة لِعِلَل صوتيّة قياسيّة، كما يوصي بتضمين مفهوم الجِوار بشكل أعمق في مناهج تعليم النحو كظاهرة لُغويّة قديمة لها أُصولُها.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
حمد غ. م. ح. . (2025). أثرُ الجوار في الإعراب وغيره: دراسة نحويّة تحليليّة في ضوء شواهد اللّغة العربيّة. مجلة الشرق الأوسط للعلوم الإنسانية والثقافية, 5(4), 600–581. https://doi.org/10.56961/mejhss.v5i4.1173
القسم
المقالات