الانزياح في الإيقاع الدّاخليّ في شعر أدونيس

الملخص

يهدف هذا البحث إلى دراسة ظاهرة الانزياح في الإيقاع الداخلي في شعر أدونيس بوصفها إحدى الركائز الجمالية التي أسهمت في تشكيل مشروعه الشعري الحداثي. تنطلق الدراسة من اعتبار الإيقاع الداخلي عنصرًا بنيويًا يتجاوز الوظيفة الموسيقية التقليدية، ليتحوّل إلى أداة لبناء الدلالة وإنتاج التأثير الجمالي. وتتناول أهمية هذه الظاهرة في تفكيك النسق العروضي الموروث وإعادة صياغته وفق رؤية حداثية تستثمر طاقات اللغة وإمكاناتها الإيقاعية. ويركّز البحث على تحليل مجموعة من الآليات الإيقاعية التي يوظّفها أدونيس، أبرزها التكرار بأنواعه الصوتية والدلالية، والتوازي التركيبي، والتنغيم، والتقطيع، والتحويل الإيقاعي داخل الجملة الشعرية، وذلك بوصفها وسائل لإعادة بناء موسيقى النص. وتظهر النتائج أنّ الانزياح الإيقاعي عند أدونيس لا يأتي بوصفه خرقًا اعتباطيًا للإيقاع الخليلي، بل بوصفه إستراتيجية فنية واعية تهدف إلى تحرير الإيقاع من نمطيته، وابتكار أنساق صوتية جديدة قادرة على ملامسة التجربة الشعرية الحديثة. كما تبيّن الدراسة أنّ هذا الانزياح يسهم في تعزيز البنية الرمزية للنص وإغنائه بإيحاءات متعددة، بما ينسجم مع رؤيته الفكرية القائمة على التمرّد والتجديد المستمر. ومن ثمّ، يخلص البحث إلى أنّ الإيقاع الداخلي المنزاح يمثّل عند أدونيس أفقًا جمالياً مفتوحًا يحقّق تفاعلاً خلاقًا بين الصوت والدلالة، ويمنح القصيدة طاقة تعبيرية متجدّدة تتلاءم مع تحوّلات الحساسية الشعرية المعاصرة.