الواقع عند ميخائيل نعيمة رواية " لقاء"

الملخص

يتناول البحث مفهوم الواقعيّة الأدبيّة وأصولها الفكريّة، مستندًا إلى المعاجم العربيّة والفرنسيّة، ويُبرز أهمّ روّادها في فرنسا مثل بلزاك وموباسان وكونت. وقد نشأت الواقعيّة كردّ فعل على المذهب الرّومانسيّ، وركّزت على نقل الواقع الاجتماعيّ للطّبقات الشعبيّة، وتسليط الضّوء على مشكلات المجتمع وسلوكيّات أفراده، مع توثيق مظاهر الشّرّ والفساد لتجنّبها. يحلّل البحث رواية "لقاء" لميخائيل نعيمة من منظور واقعيّ، مسلّطًا الضّوء على دور الرّاوي كعنصر محوريّ يربط بين الشّخصيات ويحفظ الأمانة والسّريّة، خاصّة فيما يتعلّق بالكمنجة وأسرار ليوناردو وبهاء. كما يوضح كيف يعكس النّص صراع الظّلم في الأرض مقابل العدل السّماويّ، من خلال تعرض ليوناردو للاضطهاد بطرق متعسّفة على يد سليم الكرّام ورجال الأمن، مع المحافظة على قيم الأمانة والصّداقة. يستعرض البحث أيضًا الواقعيّة في تمثيل السّحر والموسيقى وتأثيرها على الشّخصيات، موضحًا العلاقة بين جمال بهاء ونغم الكمنجة، وكيف تُحاكي الرّواية النّفوس والمشاعر الإنسانيّة. ويؤكّد البحث أنّ الرّواية تقدّم نموذجًا متكاملًا للواقعيّة الأدبيّة، من خلال إبراز الحبّ الصّادق، والتزام الشخصيّات بالعهود والوصايا، ومواجهة الظّلم الاجتماعيّ، مع احترام القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة.