التبادل الوظيفي بين الخبر والانشاء في رياض الصالحين للنووي دراسة بلاغية

الملخص

يتناول هذا البحث مفهوم التبادل الوظيفي بين الخبر والإنشاء باعتباره أحد الموضوعات البلاغية التي تضفي عمقًا دلاليًا على النصوص، مع التركيز على توظيفه في الأحاديث النبوية.

ينقسم البحث إلى ثلاثة محاور رئيسة: تحليل مفهوم التبادل الوظيفي بين الخبر والإنشاء، دراسة أثره البلاغي في تحقيق الأغراض كالتحفيز والإقناع والتأثير، وتحليل نماذج من الأحاديث النبوية لتوضيح هذا التبادل ودوره في إيصال الرسالة النبوية بأسلوب بلاغي مؤثر.

وقد بينا الخبر بمعناه الإنشائي من خلال نماذج دعائية وتقريرية، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر"، حيث وظف الخبر لتعزيز الإقناع والتأثير. كما تم تحليل الإنشاء بمعناه الخبري في الدعاء والتبشير، مثل الحديث الشريف: "اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، الذي يُظهر الدعاء كوسيلة لتعميق الارتباط الروحي، وحديث: "إن لله تسعةً وتسعين اسمًا... من أحصاها دخل الجنة"، الذي يربط بين المعرفة بالله والعمل لنيل الجزاء.

خلص البحث إلى أن التبادل الوظيفي بين الخبر والإنشاء يُثري النصوص بمعانٍ مزدوجة، تُسهم في تحقيق أهداف تربوية وإيمانية بلاغية، عبر الجمع بين الإخبار والحث غير المباشر، ومن ثمّ، يعكس هذا الأسلوب خصائص البيان النبوي في الجمع بين المعنى والمغزى، مما يجعله أداة فعّالة في تعزيز الإيمان والالتزام.