البصمات العصبية لعدم التوافق بين أسلوب التفكير ومتطلبات العمل: دراسة عصبية معرفية للمفكّرين الإبداعيين في بيئات عمل منظّمة

الملخص

هدفت هذه الدراسة إلى فحص الآثار العصبية والأدائية الناتجة عن عدم التوافق بين أسلوب التفكير السائد لدى الفرد ومتطلبات المهمة الوظيفية، مع التركيز على الأفراد ذوي النمط الإبداعي المكلَّفين بأعمال منظمة وروتينية. استخدمت الدراسة تصميمًا شبه تجريبيًّا ذا مدخل عصبي معرفي، شمل (60) مشاركًا جرى تصنيفهم إلى فئتين: مبدعة وتحليلية، استنادًا إلى نموذج الدماغ الكلي لهيرمان. نفّذ المشاركون نوعين من المهام (منظّمة روتينية ومفتوحة إبداعية) بينما تم تسجيل نشاط الدماغ باستخدام تقنيتي fMRI وEEG، وجُمعت بالتوازي مؤشرات الأداء (الدقّة والوقت) ومستويات العبء الذهني.

أظهرت النتائج أن الأفراد ذوي النمط الإبداعي أظهروا تنشيطًا أعلى في مناطق الضبط والجهد المعرفي في الفص الجبهي عند أداء المهام غير المتوافقة مع نمطهم (المنظّمة)، ترافق ذلك مع انخفاض في مناطق المكافأة وتراجع طفيف في الأداء. في المقابل، أبدى ذوو النمط التحليلي عبئًا معرفيًّا أعلى عند أداء المهام الإبداعية المفتوحة. تشير النتائج عمومًا إلى أن التوافق بين نمط التفكير وطبيعة المهمة يرتبط بأداء أفضل وكلفة عصبية أقل.

وتخلص الدراسة إلى أن التوافق بين الشخص والوظيفة يمثل ظاهرة يمكن قياسها دماغيًّا، وأن عدم التوافق يؤدي إلى "كلفة عصبية" تفسّر ضعف أداء المبدعين في الأدوار الصارمة. توصي الدراسة بدمج تشخيص أنماط التفكير في عمليات التوظيف وتصميم المهام، وتبنّي استراتيجيات لزيادة المرونة المعرفية للعاملين في البيئات ذات الطابع التنظيمي العالي.