تدهور العلاقة بين الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح (27 أيار 1948 – 16 تموز 1951)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يتناول هذا البحث دراسة شاملة للعلاقة السياسية بين الرئيسين بشارة الخوري، أول رئيس للجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال (1943-1952)، والرئيس رياض الصلح، أول رئيس حكومة في عهد الاستقلال، خلال الفترة الممتدة بين 1948 و1951. ينطلق البحث من فرضية أساسية مفادها أن هذه العلاقة، التي بدأت بتحالف سياسي متين أسهم في تثبيت الاستقلال اللبناني، تدهورت تدريجياً بفعل التنافس على النفوذ، وتضارب المصالح، وتدخل أطراف داخلية وخارجية. يرصد البحث العوامل التي أدت إلى التحالف الأولي بين الرجلين، خاصة في مرحلة معركة الاستقلال، وكيف تُرجِم هذا التحالف من خلال تشكيل حكومات متعاقبة برئاسة رياض الصلح، ساهمت في إنجازات محورية مثل تعديل الدستور لإلغاء مواد الانتداب الفرنسي، واستقبال اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة 1948، والمصادقة على اتفاقية الهدنة مع إسرائيل سنة 1949، وتأسيس الجامعة اللبنانية سنة 1951. غير أن هذا التحالف بدأ بالتصدع مع قضية التجديد لبشارة الخوري في 27 أيار 1948، والتي سبقتها انتخابات 1947 المثيرة للجدل بسبب اتهامات التزوير بقيادة النائب سليم الخوري شقيق الرئيس، المعروف بـ”السلطان سليم”. فقد أدت ممارسات الأخير في التعيينات الإدارية والصفقات الاقتصادية إلى تفاقم الخلافات مع رياض الصلح، خصوصاً مع رفض الأخير الانجرار وراء تعبئة طائفية ضد رئاسة الجمهورية. كما يسلط البحث الضوء على ملف إعدام أنطون سعادة، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، في 8 تموز 1949، والذي مثّل نقطة تحول في العلاقة، إذ حمّل الرأي العام رياض الصلح مسؤولية التنفيذ رغم معارضته المبدئية له، في حين أن القرار كان مدفوعاً بإصرار بشارة الخوري وضغوط سورية ودولية. ومن العوامل البارزة التي ساهمت في تفاقم التوتر، الخلاف اللبناني-السوري حول السياسة النقدية والاتفاق اللبناني–الفرنسي لعام 1948، ما أدى إلى القطيعة الاقتصادية بين البلدين في 14 آذار 1950، وانعكس سلباً على الاقتصاد اللبناني. انتهت هذه المرحلة بإقصاء رياض الصلح عن رئاسة الحكومة في 14 شباط 1951، وتكليف شخصيات سنية أقل وزناً سياسياً، قبل أن يُغتال الصلح في عمان بتاريخ 16 تموز 1951 في عملية معقدة تورط فيها الحزب السوري القومي وعناصر إقليمية ودولية. ويرى البحث أن إقصاء الصلح كان خطأً استراتيجياً أضعف دعائم حكم بشارة الخوري، ومهّد لاندلاع “الثورة البيضاء” في أيلول 1952 التي أجبرت الأخير على الاستقالة.
تفاصيل المقالة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.