شجرة التوت وإنتاج الحرير في قضاء الكورة في لبنان خلال القرن التاسع عشر

الملخص

خلال القرن التاسع عشر تحوَّلت تربية دود القز وصناعة الحرير إلى قطاع اقتصادي واجتماعي مهم في مناطق جبل لبنان بشكل عام ومنها قضاء الكورة. اعتُبِرت فترة ازدهار هذه الصناعة «العصر الذهبي» لها في لبنان تقريبًا بين منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث انتشرت معامل الغزل والنسج ومزارع أشجار التوت التي تُغذي دود القز. هذه الحركة صُنِّفت كأحد المصادر الرئيسة للدخل في الكورة آنذاك.

من الناحية الزراعية، كانت زراعة التوت مرتبطة مباشرةً بتربية دود القز، لأن أوراق التوت هي غذاء اليرقات. امتدّت زراعة التوت في قضاء الكورة منذ القرن الثامن عشر وتوسعت مع مطلع القرن التاسع عشر نتيجة الطلب على الحرير وزيادة عدد المزارعين الذين خصّصوا بساتين أو مساحات من أراضيهم لإنتاج ورق التوت وبيع الشرنقات. وفي ظل غياب الدراسات والأبحاث التي تتناول بشكل محدد إنتاج الحرير في قضاء الكورة، كان لا بدّ من الإضاءة على هذا القطاع، الّذي شكّل ركيزة أساسية في الاقتصاد الكوراني، وتعتمد على مداخيله معظم العائلات، بما يغني المكتبة التاريخية.