الصحّة النّفسيّة للأبناء وعلاقتها بأساليب المعاملة الوالديّة

الملخص

يهدف هذا البحث إلى معرفة مدى ارتباط الصّحّة النّفسيّة أو القلق لدى الأبناء بنمط المعاملة الوالديّة الإيجابي أو السّلبي. كما يسعى إلى إبراز بعض مكوّنات الصّحّة النفسيّة، آثار اضطراب القلق وتأثير أساليب المعاملة الوالديّة على الأبناء واستعراض بعض الفنّيّات والأساليب العلاجيّة من وجهة نظر مدارس علم النّفس، خاصّةً من وجهة نظر المدرسة السّلوكيّة والمعرفيّة في الوصف والتّفسير والخطوات والآليات.

ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الباحثة المنهج العيادي التّطبيقي في بعض إجراءاته من خلال استعراض بعض فنّياته والآليات المتّبعة. وتوصّلت إلى مجموعة من الإستنتاجات كان من ابرزها ما يلي:

• تميّزت الصّحّة النّفسيّة بالسّواء المقترن بالمسؤوليّة والمساءلة، ويمكن تحديدها علميًّا أيضًا كحالة متقدّمة من نوعيّة الحياة، وصيانة طاقات النّاس الأسوياء وعلاج أزماتهم النّفسيّة والحياتيّة.


• ضيّق القلق فرصة الإنسان في التّرقّي والتّطوير، إذ أنّ لكل إنسان قدرة معيّنة على التّحمّل والمواجهة، فإذا زاد من حدّته يصبح مرضيًّا ويُعيق قدرة الفرد في عمليّة التكيُّف النّفسي السّليم، كما قد يكون من النوّع المرضي الذي يعطّل حياة الإنسان وإمكاناته وقدراته، يهدّد الفرد ويسلب إرادته.


• توجيه الوالدين إلى أساليب المعاملة الوالديّة القائمة على المعاملة الإيجابيّة والدّيمقراطيّة لما لها من تأثير إيجابي على نموّ شخصيّة متوازنة، واثقة، متوافقة وهادفة لدى الأبناء. كذلك، إلقاء الضّوء على العلاقات الوالديّة وانعكاساتها على صحّة الأبناء النّفسيّة والتّنبّؤ بالمسارات المستقبليّة للصّحّة أو القلق.


• تركيز العلاج السّلوكي والمعرفي على عناصر أهمّها المشاعر والتّفكير والسّلوك وصولاً للصّحة النّفسيّة في ظلّ المعاملة الوالديّة السّلبيّة أو الإيجابيّة.

وتوصّلت الباحثة إلى مجموعة من التّوصيات منها:

• العمل على مساعدة الأسر على استخدام أسلوب المعاملة الوالديّة الدّيمقراطيّ نظراً لأنّه يسهم في تخفيض القلق والعدوان وتوجيه الأبناء لتحقيق شخصيّة متكاملة ومتوازنة نفسيًّا واجتماعيًّا بعيدة عن مظاهر القلق والسّلوك الشّاذ والمنحرف.


• توعية الآباء والأمّهات بتأثير الأساليب السّلبيّة في المعاملة الوالديّة، ما يفقد الأبناء الإحساس بالأمن المادّيّ والنفسيّ، ويؤدّي إلى زيادة القلق والسلوك العدوانيّ لدى الأبناء المراهقين.