الإطار القانوني لعقد بيع المواقع الإلكترونية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
برزت المواقع الإلكترونية في العصر الرقمي الحديث بوصفها أصولاً رقمية ذات قيمة تجارية واقتصادية، فلم تعد هذه المواقع تقتصر على كونها أدوات دعائية أو وسائط إعلامية تُستخدم في الترويج للسلع والخدمات، بل تطوّر دورها كمكون جوهري من مكونات رأس المال التجاري للمؤسسات والشركات، وأداة فعّالة في ممارسة النشاط الاقتصادي والتجاري. وإزاء هذا التحول الجذري في وظيفة المواقع الإلكترونية وأهميتها الاقتصادية، بات من الضروري إحاطتها بإطار قانوني يراعي طبيعتها الخاصة، ويكفل تنظيم التصرفات القانونية التي قد ترد عليها، وفي مقدّمتها عقد البيع، الذي يُعدّ من أبرز العقود الناقلة للملكية. وفي هذا السياق، يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل عقد بيع المواقع الإلكترونية، وذلك من خلال بحث ماهيته القانونية، وتعريفه وبيان خصائصه المميّزة، والشروط اللازمة لانعقاده وصحّته، مع التطرّق إلى تحديد طبيعته القانونية وتمييزه عن بعض العقود المشابهة له.
كما يسعى هذا البحث إلى تسليط الضوء على أبرز الآثار القانونية المترتبة على إبرام هذا العقد، سواء من حيث التزامات البائع، والتي تشمل تسليم الموقع وتسليم البيانات والرموز البرمجية والمحتوى الرقمي، وضمان نقل الملكية وضمان خلو الموقع من الحقوق أو العيوب التي قد تؤثر في الانتفاع به، أو من حيث التزامات المشتري، ولا سيما ما يتعلق بدفع الثمن وكيفية استلامه للمبيع.
كما ويتطلع هذا البحث إلى المساهمة في بناء تصور قانوني متكامل لعقد بيع المواقع الإلكترونية، في ظل ندرة التشريعات التي تناولت هذا الموضوع بصورة مباشرة، الأمر الذي يفرض الاعتماد على الاجتهادات الفقهية والتحليل احكام للقواعد العامة، بما يواكب تطور المعاملات الإلكترونية، ويؤسس لإطار قانوني أكثر وضوحاً وأماناً في هذا المجال.
تفاصيل المقالة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.