التنظيم القانوني ( الوطني والدولي ) لمفهوم الارهاب

الملخص

الإرهاب هو مصطلح معقد ومتعدد الأبعاد شهد تطوراً تاريخياً كبيراً منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا , لذا كان لابد من أن نستعرض التطور التاريخي لهذا المفهوم وتعريفاته اللغوية والفقهية , ففي العصور القديمة، كان الإرهاب يُمارس بشكل أساسي من قبل الدول والحكومات لتحقيق السيطرة وإخماد الثورات. من أمثلة ذلك استخدام الرومان للعنف ضد المتمردين والخصوم السياسيين. في العصور الوسطى، كان استخدام الإرهاب محدوداً إلى حد كبير ضمن الحروب الدينية والصراعات الإقطاعية، ومع الثورة الفرنسية (1789-1799)، بدأ مفهوم الإرهاب يأخذ شكلاً جديداً. ارتبط الإرهاب في هذا الوقت بالعنف السياسي المنظم من قبل الدولة لتحقيق أهدافها. يُعد "عهد الإرهاب" الذي قاده روبسبير مثالاً بارزاً، حيث استخدمت الحكومة الثورية العنف والترهيب ضد المعارضين للحفاظ على السلطة. وفي القرن التاسع عشر، ظهرت مجموعات مثل الأناركيين الذين استخدموا العنف لتحقيق أهداف سياسية محددة. استخدمت هذه المجموعات الإرهاب كوسيلة للاحتجاج ضد الأنظمة القمعية والسلطوية ، وشهد القرن العشرين تنوعاً في أنواع الإرهاب وأسبابه. استخدمت العديد من الحركات السياسية، من القوميين إلى الشيوعيين، الإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافهم. بعد الحرب العالمية الثانية، برز الإرهاب الدولي بشكل واضح، حيث نفذت مجموعات مثل الجيش الجمهوري الأيرلندي هجمات على مستوى عالمي لتحقيق أهدافها السياسية، وفي القرن الواحد والعشرين، أصبح الإرهاب أكثر تعقيداً وانتشاراً. شهد العالم هجمات إرهابية كبيرة مثل هجمات 11 سبتمبر 2001، والتي قادت إلى تغييرات جذرية في السياسات الأمنية الدولية. أصبح الإرهاب الأصولي الديني، الذي تمارسه مجموعات مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تهديداً عالمياً.