تنامي الأبستمولوجيا الرقميَّة الدولية وأثرها على التطرف الفكري

محتوى المقالة الرئيسي

د. سعد عبيد حسين

الملخص

على الرغم من أن الدول الكبرى قامت  بكل مساعيها ولم تألو جهدا في حروبها التقليدية لتحقيق ما تصبو اليه من أهداف, كالإحتلالات والدمار الشامل وغير ذلك كثير, إلاّ أنها اتخذت وسائل وسبل استراتيجية اكثر تعقيداً, وأشمل تأثيراً, وبالكاد أن تدركها الدول وحكوماتها فما بالك بالمجتمعات, وذلك لإخفائها وإختفائها كسلاح بسهولة دون عناء ودون تحركات الجيوش الكلاسيكية, ومصداق ذلك الحروب السبرانية وإرتداداتها الاقتصادية من حيث تخريبها للبنى التحتية المتعلقة بالإلكترون, حيث تجاوزت أضرارها بفارق كبير مما تفعله الجيوش النظامية في حروبها الكلاسيكية, ليس هذا فحسب فقد تصدرت حروب أخرى تكاد تكون اخطر من الحروب السبرانية, ألا وهي حرب تكون- أسلحتها-  بين أيدينا, بل تناولتها مجتمعاتنا عموماً, فهي مستخدمة من قبل  الطفل والمرأة والمقاتل , والأمي والمثقف, وغيرهم كثير ولم تقتصر هذه الأسلحة وتواجدها في مجتمع دون آخر ولا تقتصر على دولة دون أخرى أيضا, بل في المجتمع الإنساني على الأرض في يومنا هذا, نعم انها وسائل التواصل الاجتماعي, وما هذه الأخيرة إلاّ أسلحة نائمة خامدة لا تشتعل في الظاهر, إلاّ أنها ذات فتيل مشتعل لا ينطفئ بسهولة على رؤوس مجتمعاتنا خِفْيَةً, نعم إنها أسلحة حرب تسمى – كما تعارف عليها- بالحرب الناعمة, فان كانت الحرب السبرانية تقتصر على الهدف العسكري المطلوب وتوابعها من الأضرار الاقتصادية تبعاً لذلك,   فان الحرب الناعمة دخلت على الفكر والعقل والروح في مجتمعاتنا الاسلامية والعربية , وهذا يعني أن القيم وأخلاقيات المجتمع في خطر الإنهيار, إن لم نقل راح واختفى كثير من أعراف ومبادئ مجتمعنا بل أن الأجيال الحاضرة أصبحت تبث روح التمادي على الأوضاع القانونية والتشريعية والأعراف الاجتماعية,  ذلك لأن تلكم الحروب – الناعمة- محمية ومخفية, وإن ظهرت لا يمكن السيطرة عليها أو التصدي لها بسهولة ولعل المجتمع العراقي بعد تغير النظام قد أصيب بضربات فكرية موجعة بحاجة إلى فكر مقابل , وإلى سيطرة تكنلوجية – فلترة البث والحزم – لأن التطور التكنلوجي في تقنيات ومخرجات كل منافذ السوشيال ميديا, يؤدي ألى ألإنحدار في مفاهيم ومبادئ ومعارف المجتمعات بصورة متسارعة, ومن هنا نفهم أن العلاقة طردية بين التطور التكنلوجي – والذكاء الإصطناعي- وبين انحدار المنظومة المعرفية والفكرية للمجتمعات  ومن بينها التطرف الفكري وهو الأهم والأخطر، وهو ما سنبحثه في هذا البحث.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
حسين د. س. ع. . (2025). تنامي الأبستمولوجيا الرقميَّة الدولية وأثرها على التطرف الفكري. مجلة الشرق الأوسط للدراسات القانونية والفقهية, 5(2), 102–92. https://doi.org/10.56961/mejljs.v5i2.921
القسم
المقالات